دلال المغربي
دلال المغربي هي فتاة فلسطينية من يافا ولدت في إحدى مخيمات بيروت وقد عاشت مثلها مثل الذين ذاقوا مرارة اللجوء وترعرعوا على حب الوطن وحب التضحية من أجله، استشهدت في عملية بطولية نفذتها مع مجموعة من رفاقها عام 1978 ومن المتوقع أن يتم استرداد جثتها في صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خلال أيام .
عرفت العملية التي وضع خطتها خليل الوزير أبو جهاد باسم عملية كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذي استشهد مع كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين .. .. وكانت العملية تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الإسرائيلي .. وكانت العملية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب الفلسطيني على الاشتراك بها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعاً وفعلاً تم اختيارها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إلى البطلة الفلسطينية دلال المغربي ..
العملية
في صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو ..
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكان هذا الباص متجهاً إلى تل أبيب حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وهي ترفع العلم الفلسطيني فوق الباص وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب ..
بعد سيطرة دلال ومجموعتها على الشاطئ لعدة ساعات ورفعها للعلم الفلسطيني طوال وقت العملية وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الاحتلال وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين ..
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا ..
هناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات رغم نفاذ أسلحتهم فاستشهدوا كلهم على الفور ..
تركت دلال المغربي وصية تطلب فيها من رفاقها وأبناء الشعب الفلسطيني المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ..
رحمك الله يا دلال أنت ورفاقك ودمك لن يذهب هدرا بعون الله
لقد كتب الشاعر الكبير نزار قباني عن هذه العملية حسب ما أذكر : سيذكر التاريخ أنه بالعصر الحديث قامت أول دولة فلسطينية على الشاطئ بين حيفا وتل أبيب ورفع فيها علم فلسطين عدة ساعات وكانت دلال المغربي هي أول رئيسة لدولة فلسطين