اليكِ فلسطين
إليك ِ فلسطين ُ من بالحقِّ يبعثنا **** لمْ يبقَ شيئاً سوى صمت ٍ يـُواسينا...
صرنا عرايا أمامَ الناس يـُفـْزِعـُنا **** ليلٌ تخـَفـّى طويلاً في مآقينا...
صرنا عرايا وكلُّ الأرضِ قد شهدتْ **** أنـّا قطعنا بأيدينا أيادينا...
يوما ً بنينا قصورَ المجدِ شامخة ً **** والآن نسـْـألُ عن حـُلم ٍ يـُوارينا...
أيـْن الإمامُ رسولُ الله يـجمعنا **** فاليأسُ والحزنُ كالبركان ِ يـُلقينا...
دينٌ منَ النور ِ في الحـقِّ جـمّعـَنا **** ودينُ طـه وربُّ النـّاس ِ يـُغنينا...
ياجامعَ النـّاس ِ حول الحـقِّ قـد وهنتْ **** فينا المرؤة أعيتنا مآسينا...
بيروتُ في اليمَّ ماتت ْ وقـُدسنا إنتحرت ْ **** ونحن ُ في العار نـُسقى وحلاً وطينا...
بـُغداد ُ تبكى والشام ُ يحاصرها **** نهر ٌ من الدم ِ بات الآن يـَسقينا...
هذي دِمانا رسولُ الله تـُغرقنا **** هل من زمان ٍ بنور ِ العدل ِ يحمينا...
أيُّ الدماء ِ شهيد ٌ كلّها حملت **** في الليل يوما سهام القهر تردينا...
القدسُ في القيد ِ تبكي من فوارسها **** دمعُ المنابر ِ يشكو للمصلينا...
مالي أرى الخوفَ فينا ساكنا ً أبدا **** مـّمن نخافُ ؟ ألم ْ نعرف ْ أعادينا...
أعداؤنا... من أضاعوا السيفَ من يدنا **** وأودعونا سجونَ الليل تطوينا...
أعداؤنا...من توارى صوتـُهمْ خزَعا **** والأرضُ تـُسبى والقدسُ تنادينا...
أعداؤنا...أوهمونا... أهِ...كم زعموا **** وكم خـُدِعـْنا بوعدٍ عاشَ يـُشقينا...
قد خـدّرونا بصبح ٍ كاذب ٍ زمنا ً **** فكيف َ نأمل ُ في يأس ٍ يـُمنـّينا...
أيُّ الحكايا ستـَروي عارَنا جللٌ **** نحنُ الهوانُ وذلّ القدس ِ يكفينا...
منْ باعنا ؟ خـبِّـروني ! كلُّهم صَمتوا **** والأرضُ صارت ْ مزاداً للمُرابينا...
آه ٍ منْ زمان ٍ نقى في ضمائـِرنا **** يـُحي الشموخَ الذي ولىّ فيُحيينا...
ياساقيَ الحـُزْن ِ دعْـني إنـّني ثـَمِلٌ **** إنـّا شَرِبـْناه ُ قهراً ما بأيدينا...
عمري شموع ٌ على درب ِ المُـنى إحترقتْ **** والعمرُ ذاب َ وصارَ الحلم ُ سـكـّينا...
كم ْ مـن ْ ظلام ٍ ثقيل ٍ عاشَ يـُغـْرِقـُنا **** حتى انتفضنا فمزّقنا دياجينا...
العمرُ في الحلم ِ أودعناه ُ من ْ زمن ٍ **** والحـُلمُ ضاع َ ولاشئ َ يـُعـّزينا...
كنـّا نرى الحقَّ نورا ً في بصائـِرنا **** والآن للزّيفِ حـِصن ٌ في مآقينا...
كـُنـّا إذا ماتوارى الحـُلمُ عانـَقـَنا ***** حُـلـْمٌ جديد ٌ يـُغنـّي في روابينا...
كـُنـّا اذا ما استكانَ النورُ في دمِنا **** في الصبح ِ ننسى ظلاما ً عاشَ يطوينا...
كُـنـّا اذا أشتـدّ فينا اليأسُ وأنكسرتْ **** من السيوف ِ ونادانا منادينا...
عـُدنا إلى الله علّ الله يـَرحمـُنا ***** والآنَ نخجلُ منه ُ من معاصينا...
الآن يرجفُ سيفُ الزور ِ في يدِنـا **** فكيف َ صارت ْ كـُهوفُ الزيف ِ تؤوينا ؟...
هل من زمان ٍ يـُعيد ُ السيف َ مشتعلا ً ! **** لاشيئ َ والله ِ غيرَ السيف ِ يـُبقينا...
يا خالد َ السيف ِ ...لا تعجب ْ ففي زمني **** باعوا المآذن َ والقرآنَ راضينا...
قـُم من ترابك َ يا أبن العاص في دمـِنا **** ثأرٌ طويلٌ , لهيب ُ العار ِ يكوينا...
قـُم يابلالُ وأذّن صـمتـُـنا عـَدم ٌ **** كـُلُّ الذي كانَ طـُهرا ً لَـمْ يـعـُـدْ فينا...
هل مـِن صلاح ٍ بسيفِ الحقِّ يجمـَعـُـنا ! ***** في القدس ِ يوماً فيحييها ويحيينا...
هل من صلاح ٍ يـُداوي جـُرح َ أمـّته ِ **** ويطلع ُ الصبح ُ نارا ً من ليالينا...
هل من صلاح يبعد السيف في يدنا **** ولتبتروها فقد شلت أيادينا...
حزني أنت ياوطني أسيرٌ **** لاشئ بعدك مهما كان يغنينا...
اني أرى القدس في عينيك ساجدة **** تبكي عليك وأنت الأن تبكينا...
أه... من العمر جرح عاش في دمنا **** جئنا نداوية يأبى أن يداوينا...
مازال في العين طيف القدس يجمعنا **** لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا...
لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت ***** وقد نموت وتحييا أمانينا...
ماأثقل العمر لا حلم ولا وطن **** ولاأمان ولاسيف ليحمينا...
والله حامينا........الله حامينا ...... الله حامينا ............